بكتيريا كلوستريديوم بيرفرينجنز وكلوستريديوم بوتشولاينوم

بكتيريا كلوستريديوم بيرفرينجنز وكلوستريديوم بوتشولاينوم

بكتيريا كلوستريديوم وهما كلوستريديوم بيرفرينجنزClostridium perfringens وكلوستريديوم بوتشولاينوم botulinum Clostridium
وهما من أكثر مسببات التسمم الغذائي شيوعاً
بكتيريا كلوستريديوم بيرفرينجنز وكلوستريديوم بوتشولاينوم

هي نوع من البكتيريا التي تتواجد في كثيرٍ من الأحيان على اللحوم النيئة والدواجن ، وكذلك يمكن عزلها من العديد من المصادر البيئية مثل
التربة
المياه الملوثة
في أمعاء الإنسان والحيوان ،
ويمكن لهذه السلالة أن تبقى على قيد الحياة في الظروف الجوية ذات
تركيز الأكسجين المنخفض أو المعدومة كلياً
وتحت هذه الظروف تنتج البكتيريا سمومها التي تسبب التسمم الغذائي
وتتواجد البكتريا أيضاً في
الأطعمة المجففة والمطبوخة
تحدث العدوى غالباً عندما يتم إعداد الأطعمة بكميات كبيرة وتبقى في التخزين لفترة طويلة في أجواء دافئة لحين تقديمها ،
لذلك ترتبط حالات التسمم بهذه البكتريا بالمناسبات وتتفشى الإصابة لتشمل عدداً كبيراً من المصابين مثل
ولائم الزواج
وكذلك في المؤسسات التي تقدم كميات كبيرة من الوجبات مثل
المستشفيات والمقاصف المدرسية والسجون
وكذلك المطاعم التي تقوم بإعداد كميات كبيرة من الطعام خلال فترات معينة مثل شهر رمضان المبارك.
أما كلوستريديوم بوتشولاينوم فهي نوع من البكتريا التي تتواجد في التربة والغطاء النباتي والمحاصيل الزراعية والرواسب البحرية ،
وترتبط بالأغذية المعلبة
والأغذية المدخنة
والعسل
لكونها تنمو وتفرز سمومها تحت الظروف اللاهوائية فقط لذلك فإن هذه الأغذية تتوفر فيها ظروف غياب أكسيجين الهواء.
يتعرض اي شخص بالاصابة بالتسمم الغذائي الناتج عن سلالات بكتيريا كلوستريديوم ولكن
الفئات الحساسة من المستهلكين تعتبر الأكثر عرضةً لخطر العدوى بهذه الجرثومة وتشمل
الأطفال دون سن 12 سنة
البالغون الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة
السيدات الحوامل والمرضعات
اصحاب الحالات الصحية المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري ،
حيث يمكن أن تظهر الأعراض الشديدة على هذه الفئات وقد تستمر
لمدة أسبوع أو أسبوعين
وقد يرافق ذلك العديد من المضاعفات مثل الجفاف والهزال الشديد.
أعراض التسمم الغذائي الذي تسببه بكتيريا كلوستريديوم بيرفرينجنز وكلوستريديوم بوتشولاينوم

بالنسبة للتسمم الغذائي الذي تسببه بكتيريا كلوستريديوم بيرفرينجنز
فإن الأعراض تشمل
الإسهال والمغص الشديد خلال 6-24 ساعة من تناول الأغذية الملوثة بهذه البكتيريا ، وعادة ما تستمر لمدة 24 ساعة ثم تقل بعدها الأعراض تدريجياً ،
أما في الحالات القصوى قد يتعرض لأشخاص المصابين
لنوبات الحمى أو الاستفراغ (التقيؤ) ،
ومن الواجب التنويه أن الأعراض لا تنتقل من شخصٍ إلى آخر لكون أن طريقة العدوى هي تناول الأغذية الملوثة ولذلك فإن المرض ليس معدياً.
أما بالنسبة للتسمم الذي تسببه بكتيريا كلوستريديوم بوتشولاينوم فإنها
تعتبر الأكثر خطورةً لكونها تتسارع أعراضها وتفتك بالضحية وقد لا يتسنى الوقت للتدخل العلاجي ،
ويطلق على هذا النوع من التسمم مصطلح بوتشوليزم
و تفرز هذه الجرثومة الشرسة مجموعة من السموم التي تؤثر مباشرةً على الأعضاء الداخلية وجهاز المناعة والأعصاب
وتسبب فشل الأعضاء المتعدد ويموت المريض بسبب فشل الجهاز التنفسي ،
وتظهر الأعراض بعد 12-36 ساعة من تناول الأغذية الملوثة بسموم هذه البكتيريا ، وتبدأ الأعراض بالتقيؤ والضعف العام
ثم تبدأ مرحلة ظهور الشلل على الأطراف
وعدم التوازن الحركي وتنتهي
بفشل المريض عن التنفس.
وتعتبر هذه البكتريا من أهم مسببات
وفيات الأطفال دون سن الشهرين على مستوى دول العالم حسب تقرير منظمة الصحة العالمية ،
حيث أن هناك العديد من الشعوب الذين يقومون بتغذية الأطفال الرضع بالعسل الطبيعي وتكون أبواغ هذه البكتريا مركزة في العسل بسبب الظروف اللاهوائية وهي تكون أسرع فتكاً في الأطفال ، من أجل ذلك لا يجب على وجه الإطلاق إطعام الأطفال الرضع أي نوع من أنواع العسل حتى يكملوا عامهم الأول.
تشخيص الاصابة ببكتيريا كلوستريديوم بيرفرينجنز وكلوستريديوم بوتشولاينوم

يتم تشخيص الإصابة بالمعاينة السريرية للأعراض ويتم الفحص التأكيدي عن طريق مختبرات التشخيص الطبية بالكشف عن نوع السم البكتيري في البراز أو عينات القيء ، وكذلك نوع البكتيريا وعددها لكل غرام من العينة لتشخيص العدوى .
علاج الاصابة بسلالات بكتيريا كلوستريديوم

ج: بالنسبة لتسمم كلوستريديوم بيرفرينجنز فإنه
ينصح بعدم اللجوء للمضادات الحيوية
ويكتفى بتخفيف الأعراض عن طريق تزويد المريض بالسوائل لتعويض الجفاف الناتج عن الإسهال والاستفراغ
أو في الحالات الشديدة يمكن ضخ السوائل مباشرةً عن طريق الوريد لعلاج الجفاف وإعادة التوازن الآيوني للدم.
أما بالنسبة لتسمم بوتشولاينوم فإنه من الضروري الاسراع في
حقن المريض بمضادات السموم
ومعادلتها في بلازما الدم لوقف آثارها على الجهاز العصبي ومن ثم يبدأ المريض العلاج المكثف لإعادة تنشيط الأعضاء الداخلية.
تجنب أو منع التسمم الغذائي الناتج عن سلالات بكتيريا كلوستريديوم

يجب طهي الأطعمة المحتمل تلوثها بعصّيات الكلوستريديوم مثل
اللحوم عامةً
ولحوم البقر
والدواجن جيداً
لدرجة النضج التام
وذلك بحيث تصل درجة حرارة داخل نسيج اللحم إلى °C63 درجة مئوية ،
ثم تحفظ لحين التقديم إما في درجة حرارة أكثر دفئاً مثل 60°C
أو أكثر برودةً مثل 5°C ،
وينبغي تقديم الأطباق وتناولها وهي ساخنةً ،
أما غذا ما تم تخزين الطعام في درجات الحرارة المنخفضة
وبالنسبة لبقايا الوجبات اليومية فيجب إعادة تسخينها لدرجة حرارة لا تقل عن 75 °Cأي قبل الغليان بحوالي 3 دقائق ،
أما بالنسبة لاحتمال تكاثر البكتيريا أثناء فترة التخزين
فيجب مراعاة الاشتراطات الواجب اتباعها لتخزين بقايا الطعام
أو في حالات تحضير كميات كبيرة من الوجبات لاستهلاكها على مدى عدة أيام ،
فلا يجب على وجه الإطلاق تخزين الطعام
(مثل الشوربات أو وجبات الرز واللحم وغيرها)
في الثلاجة بتركها في الأواني الكبيرة التي استخدمت في الطهي ،
بل يجب تقسيمها إلى كميات محددة وتخزينها في
حاويات بلاستيكية أو من الألومنيوم بحيث تمثل كل حاوية كمية استخدام المرة الواحدة ،
وبذلك لا نضطر لإخراج جميع الكمية وإذابتها وأخذ الكمية المطلوبة
وتعريضها لدرجات الحرارة المتفاوتة ثم إعادة تبريدها ،
فإن ذلك كله من شأنه زيادة فرص التلوث بالبكتيريا
وبالتالي زيادة فرص الاصابة بالتسمم الغذائي ،
وبصورةٍ عامة يجب رمي الوجبات المخزنة في المجمدة لأكثر من 6 أسابيع
وتلك التي في الثلاجة بعد 5 أيام لأنها بذلك تكون قد تجاوزت هامش السلامة لفترات التخزين الصحيحة وقد يشكل تناولها خطراً على الصحة حتى لو لم يظهر عليها علامات تدهور الجودة والتلف ظاهرياً.
أما بالنسبة للمعلبات فإنه يجب التأكد من خلوها ظاهرياً من أية انبعاجات أو انتفاخات أو تسربات وكذلك
يجب التأكد من عدم انبعاث غازات أثناء فتح العبوة
وكذلك خلوها من التآكل المعدني للجدار المبطن ،
وكذلك يجب توخي الحذر في تناول العسل
والأغذية المدخنة لكونها تمثل بيئة مناسبة لنمو هذه البكتريا في الظروف اللاهوائية ، ومن الطريف أنه في كندا تعتبر بكتريا كلوستريديوم في قائمة الميكروبات العشرة التي تسعى الحكومة في التخلص نهائياً عليها.

https://www.facebook.com/groups/1464629680443623/permalink/1753031024936819/